لقد أيقنت أن السعادة لا تتحقق إلا في الجماعة ومن يدعي أنه سعيد رغم إنعزاله أو أن السعادة تكمن في العزلة فهو مخطئ إذ كيف سيدرك السعادة إذا لم يقارن نفسه ووضعيته بغيره ففي كثير من الأحيان يحدث أن تعتبر نفسك أتعس الناس لكن بمجرد ما أن تطلع على حالة شخص أخر أو يحدثك عن مشاكله وهموهه حتى تجد نفسك أسعد منه وأفضل حال، وأتسأل كيف يشعر الأناني بالسعادة وحوله الكثير من الناس بؤساء ومحرمون إذ ربما تكون سعادته تلك سعادة زائفة
فالسعادة الحقيقة لاتوجد ولا تحققها الأشياء المادية والسعادة نفسها شيء غير ملموس فالسعادة التي يسعى لها جميع الناس تتحقق من خلال تجرد الفرد من الأنانية ومحبة الأخرين ومساعدتهم- ويتجلى هذا الإجراء في العمل التطوعي - وتبني المثالية وتحقيق أهداف الذات النبيلة والإلتزام بالتشريعات والقيم والأخلاق النبيلة وإرضاء الضمير.
تتعدد التصورات والطرق المسلوكة للسعادة حسب كل شخص فهناك من يراها في الأشياء المادية وهناك من يراها في الإستجابة للشهوات وهناك من يراها روحية تتحقق بالعبادة وهناك من يراها في أن تكون له محبوبة وعلاقات حب وهناك من يراها فيما ينقصه كالمريض فالسعادة عنده هي الصحة وعند الفقير في الغنى والترف وبين هذا وذاك فرق كبير إلا أن السعادة بشكل عام شعور يحس به الفرد متى قام بما هو واجب عليه ومتى تجرد من الأنانية والشهوات ومتى تعالى وإرتقى نحو الكمال وحكم العقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق