الاثنين، 17 نوفمبر 2014

العمل التطوعي

من أحد يشك في الدور الذي تلعبه الجمعيات في التنمية والنهوض بالمجتمعات والرقي بها ونشر الوعي وتيسير حياة المواطنين وعليه فالتفكير في إنشاء جمعية قصد إحداث التنمية والإصلاح والتغيير بادرة طيبة و خطوة تستحق التقدير والإعجاب والإشاذة والتشجيع قبل كل شيء ماديا ومعنويا وإيلائها أهمية بالغة.
إن الجمعية بإعتبارها مؤسسة وتنظيم له أهداف وغايات ومساعي يجب أن تتوفر في المشتغل به صفات وشروط فهذا المجال هو مجال العطاء دون نية الإسترداد ومجال العطاء دون الأخد وعليه فهو يتطلب نية وإرادة طيبة والكثير من الصبر والعمل الجاد والتحمل وتقديم العديد من التنازلات والتضحية والتشبت بالمبادئ والأفكار، فقد يحدث أن يسمع المشتغل به كلمات وعبارات السخرية والإستهزاء وقد يمتد الأمر إلى السب والشتم والإتهامات وقد يجد معارضة شديدة من ذوي النفوس المريضة وأصحاب المصالح الشخصية لالشيء محدد وقد يصادف بالشك والريب فقط لأن الأشياء الجديدة دائما موضع شك،وبالتالي على المشتغل والممارس لهذا العمل ألا يعير أي إهتمام لما يقال فأن يتكلم الناس أمر وارد لامفر منه، وإرضائهم غاية لاتدرك فإن رضي الفقراء سخط الأغنياء وإذا رضيت العامة سخطت الخاصة، فالناس مختلفون بإختلاف توجهاتهم وأفكارهم ومعارفهم وإنتمائتهم ولما كان جمع كل الناس تحت مظلة المشتغل بهذا المجال عصية على التطبيق، فعليه أن يسير وفقا للأهداف والغايات التي يريد تحقيقها، وعليه إلتزام الوسط والتعامل باللين والحسنة والطيبوبة والرفق والوجه الطليق والإبتسامة وأن يجالس ويتكلم مع الجميع، وعليه أن يكون على معرفة وإطلاع بأحوال الناس الذين يوجد حولهم وبطريقة تفكيرهم ورغباتهم وطموحاتهم فتعلم أدوات وأليات التواصل ضرورية ومهمة جدا بالنسبة له، فهو مسؤول والمسؤولية مهمة ثقيلة وجسيمة لذا كان لزاما عليه الإنتباه لكلامه وتصرفاته.

قد يتكلم أحد ويقول لماذا سيقوم بكل هذا وهو في غاية الصعوبة والمشقة مع العلم أنه لن يحصل على شيء بالمقابل؟
قد يكون من يفعل كل ماسبق الإشارة له في نظر الناس دون كرامة ودون غيرة ودون قيمة إذ كيف يعقل أن يستمر في هذا العمل مع وجود الإهانة والسب والإتهام
لكن مثل هذه السلوكات والمبادرات لايمكن أن تكون ولا أن تطبق إلا في وجود البيئة والمكان والمناخ الملائم لذلك وليس في أي مكان والإكان كالذي يحرث في الصحراء.
إن مانعيشه هو نتيجة إختيارتنا وأفعالنا ورغباتنا وما لم نغير أنفسنا بأنفسنا فلا ينبغي أن ننتظر معجزة أو مخلوقا أسطوري ليغيير لنا واقعنا ويححق لنا أما نينا بعصاه السحرية، فالسماء لاتمطر ذهبا ولا فضة والأرض لا تنبث عزيمة ولا إرادة.
إن العمل التطوعي عمل إنساني نبيل ومرٌِِِِِِغب فيه ففيه يتحقق التعاون والتضامن وعليه فحاجتنا إليه كحاجتنا إلى الحاجات الطبعية من أكل ونوم... لذا علينا أن نعتبره مخدر وعلينا أن ندمن عليه جميعا ونجاح يجب أن نسعى له جميعا وعلى المشتغلين به أن يدركوا أنه تكليف لاتشريف وعليهم أن يكونوا كالشمعة تذوب لكي تضيئ وكالشجرة المثمرة كلما رميت بحجر أسقطت ثمرا.
إننا ما لم نغيير الكثير من السلوكات والتصورات حول الجمعية فما لنا إلى التنمية والتغيير سبيل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق